فلا أزال مع الأحوال أشهده *** و لا أزال مع الأنفاس أذكره
و لا يزال لدى الأعيان يشهدني *** و لا يزال مع الأسماء يظهر هو
[هو الهوية و ضمير الغائب]
لا يكتب هنا هو إلا بالواو لتعرف الهوية لا أنه ضمير
[الإطلاق تقييد و لا فائدة للتقييد إلا التمييز]
اعلم وفقك اللّٰه أن الذكر أفضل من تركه فإن تركه إنما يكون عن شهود و الشهود لا يصح أن يكون مطلقا و الذكر له الإطلاق و لكن الذكر الذي ذكرناه لا الذكر بالتسبيح و التهليل و غيره من الذكر المقيد فلو كان ترك الذكر لا عن شهود كنا ننظر هل كان سبب تركه مما يقتضي الإطلاق فتحكم فيه بالتساوي و الأحوال مقيدة بلا شك و إن كان الإطلاق تقييدا لأنه قد تميز عن المقيد و سرى في المقيدات كيف ما قلت و بنفس ما تميز فقد تقيد بما نميز به فالإطلاق تقييد و أعظم ما يقال فيه إنه مجهول لا يعرف فما خرج بهذا الوصف عن التقييد لأنه قد تميز عن المعلوم
[التقييد حاكم لكنه متفاضل أعلاه تقييد في إطلاق]
فعلى كل حال ما ثم إلا مقيد و ما ثم في ما لا ثم إلا مقيد فالعدم هو ما لا ثم و هو متميز عن الوجود و الوجود متميز عن العدم فما ثم معلوم و لا مجهول إلا و هو متميز فالتقييد له الحكم و ما بقي إلا تقييد متفاضل أعلاه تقييد في إطلاق و هو ذكر اللّٰه و الجهل به و الحيرة فيه
[فضل الوجود يعطى الذكر و أنس الشهود ينسيه]
و ترك الذكر أولى بالشهود *** فذكر اللّٰه أولى بالوجود
فكن إن شئت في جود الشهود *** و كن إن شئت في فضل الوجود
(الباب الرابع و الأربعون و مائة في معرفة مقام الفكر و أسراره)
إن التفكر في الآيات و العبر *** ليس التفكر في الأحكام و القدر
إن التفكر حال لست أجهله *** فالله قرره في الآي و السور
لو لا التفكر كان الناس في دعة *** و في نعيم مع الأرواح في سرر
الفكر نعت طبيعي و ليس له *** حكم على أحد يدري سوى البشر
و لو يكون الذي قلناه ما نظرت *** بالغا عيني إلى الأحوال و الصور
به المؤثر و الأسماء قائمة *** تنفذ الأمر في بدو و في حضر
[الفكر بمعنى الاعتبار هو نعت طبيعى خاص بالبشر]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية