لا تعدلن إلى الشمال فإنه *** نقص و مل طلبا إلى الايمان
فهو الكمال لمن تحقق حالة *** الإسلام و الايمان و الإحسان
[الحياء للتفرقة و ترك الحياء لأحدية الجمع]
ترك الحياء في موطنه نعت إلهي قال اللّٰه تعالى ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مٰا﴾ [البقرة:26] و سبب ذلك من وجهين إما أن يكون ما في الوجود إلا اللّٰه فالوجود كله عظيم فلا يترك منه شيء لأن الحياء ترك فهو نعت سلبي و ترك الترك تحصيل فهو نعت ثبوتي فلا إله نعت سلبي و إلا اللّٰه نعت ثبوتي فما جئنا بالسلب إلا من أجل الإثبات فما جئنا بالحياء إلا من أجل تركه فإن الحياء للتفرقة و ترك الحياء لاحدية الجمع لا للجمع هذا هو الوجه الواحد
[لا مفاضلة في هذه الأعيان إلا بما تنتسب إليه]
و إما أن يكون في الوجود أعيان الممكنات التي لا قيام لها إلا بالله فينبغي إن لا يترك شيء منها لارتباط كل شيء منها بحقيقة إلهية هي تحفظه و قد ثبت أن الممكنات لا تتناهى فالحقائق و النسب الإلهية لا نهاية لها و لا يصح أن يكون في الإلهيات تفاضل لأن الشيء لا يفضل نفسه و لا مفاضلة في هذه الأعيان إلا بما تنتسب إليه لأنه لا فضل لها من ذاتها و لا مفاضلة هناك فلا مفاضلة هنا فكما هو الأول هو الآخر كذلك العقل الأول الجماد و كما هو الظاهر هو الباطن : كذلك عالم الغيب و الشهادة
[من حقيقته عدم فالوجود له معار]
فما ثم تافه و لا حقير فإن الكل شعائر اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية