[من الأدب مع اللّٰه وقوف العبد مع عجزه و فقره]
فمن الأدب مع اللّٰه وقوف العبد مع عجزه و فقره و فاقته فإن الغناء بالله لا يصح عن اللّٰه و لا عن المخلوقين من حيث العموم لكنه يصح من حيث تعيين مخلوق ما يمكن أن يستغني عنه بغيره
[الأسباب الذاتية لا يمكن رفعها]
فإن اللّٰه ما وضع الأسباب سدى فمنها أسباب ذاتية لا يمكن رفعها هنا و منها أسباب عرضية يمكن رفعها فمن المحال رفع التأليف و التركيب عن الجسم مع بقاء حكم الجسمية فيه فهذا سبب لا يمكن زواله إلا بعدم عين الجسم من الوجود و إذا كانت الأسباب الأصلية لا ترتفع فلنقر الأسباب العرضية أدبا مع اللّٰه و لا نركن إليها و نبقي الخاطر معلقا بالله و لا يصح أن يتعلق بالله لله فإنه محال و إنما يتعلق بالله للأسباب فهذا حد المعرفة بها فقد بان لك معنى ترك الصبر
(الباب السادس و العشرون و مائة في معرفة مقام المراقبة)
كن رقيبا عليه في كل شأن *** فهو سبحانه عليك رقيب
في حضور و غيبة لشئون *** و لذا لي في كل حال نصيب
فإذا ما أتى أوان فراغ *** لا أبالي و إن ذا لعجيب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية