«قال صلى اللّٰه عليه و سلم إن لله سبعين حجابا من نور و ظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه» فانظر ما ألطف هذه الحجب و ما أخفاها فإنه قال ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] مع وجود هذه الحجب التي تمنعنا من رؤيته في هذا القرب العظيم و ما نرى لهذه الحجب عينا فهي أيضا محجوبة عنا و قال تعالى ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة:85] نعم يا ربنا ما نبصرك و لا نبصر الحجب فنحن خلف حجاب الحجب و أنت منا بمكان الوريد أو أقرب إلينا منا و هذا القرب هو سبب عدم الرؤية منا أن تتعلق بك الإنسان لا يرى نفسه فكيف يراك و أنت أقرب إلينا من أنفسنا فغاية القرب حجاب كما غاية البعد حجاب
[العجب الذي قصم الظهر و حير الفكر]
و إنما العجب الذي قصم الظهر و حير العقل قولك و علمنا إن اللّٰه يرى في قولك توبيخا و تنبيها ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية