[ففروا إلى اللّٰه إنى لكم منه نذير مبين]
ثم قال لنا ربنا لما قضاه من أن جعلنا ورثة النبيين و المرسلين في نبوتهم و رسالتهم ما أعطانا اللّٰه من حفظ دينه و الفتيا فيه و الاجتهاد في استنباط الحكم فقال ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللّٰهِ﴾ [الذاريات:50] فجاء بالاسم الجامع و المراد منه اسم خاص يقتضي لنا ما اقتضى لموسى عليه السلام في فراره و هو الاسم الوهاب الذي يعطي لينعم خاصة و ذلك الوهب يجعله رسولا ضرورة لأن الحكم في غير محكوم عليه لا يصح و قال فيمن تربص في أهله و لم يفر إليه ما ذكره في كتابه و هو قوله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كٰانَ آبٰاؤُكُمْ وَ أَبْنٰاؤُكُمْ وَ إِخْوٰانُكُمْ وَ أَزْوٰاجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوٰالٌ اقْتَرَفْتُمُوهٰا وَ تِجٰارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسٰادَهٰا وَ مَسٰاكِنُ تَرْضَوْنَهٰا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهٰادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا﴾ و التربص نقيض الفرار ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللّٰهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات:50] و قد ذكرنا هذا الفرار الموسوي في كتاب الأسفار عن نتائج الأسفار و سميت هذا الفرار الموسوي سفر الطلب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية