إلا عن اللّٰه لا يرجعون إلى المصارف المذمومة من هذه الصفات حيث وصف بها الأشقياء من عباده فهم لا يعقلون من هذه الصفات سوى ما يحمد منها في صرفه فهي كل صفة بحقيقتها في كل موصوف بها و اختلفوا في المصرف فلم يكن اتصافهم بها مجازا بل هو حقيقة
[الأولياء الظالمون]
و منهم الظالمون قال تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا﴾ [فاطر:32] و المصطفى هو الولي ثم قال في المصطفين ﴿فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [فاطر:32] و هو أن يمنعها حقها من أجلها أي الحق الذي لك يا نفسي علي في الدنيا يؤخره لك إلى الآخرة و بادر هنا إلى الكد و الاجتهاد و خذ بالعزائم و اجتنب الميل إلى الرخص و هذا كله حق لها فهو ظالم لنفسه نفسه من أجل نفسه و لهذا قال فيمن اصطفاه ﴿فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [فاطر:32] أي من أجل نفسه ليسعدها فما ظلمها إلا لها
[الأولياء الذين هم عن صلاتهم ساهون بصلاة اللّٰه بهم]
و منهم الساهون و هم ﴿اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاٰتِهِمْ سٰاهُونَ﴾ [الماعون:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية