فلو لا ما فهمت من اللّٰه وحيه لما صدر منها ما صدر
[الوحى أقوى سلطانا في نفس الموحى إليه من طبعه]
و لهذا لا يتصور المخالف إذا كان الكلام وحيا فإن سلطانه أقوى من أن يقاوم ﴿وَ أَوْحَيْنٰا إِلىٰ أُمِّ مُوسىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذٰا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾ [القصص:7] و كذا فعلت و لم تخالف مع أن الحالة توذن أنها ألقته في الهلاك و لم تخالف و لا ترددت و لا حكمت عليها البشرية بأن إلقائه في اليم في تابوت من أخطر الأشياء فدل على أن الوحي أقوى سلطانا في نفس الموحى إليه من طبعه الذي هو عين نفسه قال تعالى ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] و حبل الوريد من ذاته فيا أيها الولي إذا زعمت أن اللّٰه أوحى إليك فانظر في نفسك في التردد أو المخالفة فإن وجدت لذلك أثرا بتدبير أو تفصيل أو تفكر فلست صاحب وحي فإن حكم عليك و أعماك و أصمك و حال بين فكرك و تدبيرك و أمضى حكمه فيك فذلك هو الوحي و أنت عند ذلك صاحب وحي و علمت عند ذلك أن رفعتك و علو منصبك أن تلحق بمن تقول إنه دونك من حيوان و نبات و جماد
[الإنسان من حيث مجموعه جاهل بالله حتى يتعلم و من حيث تفضيله عالم به]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية