فكانت نسبة آدم في الجسوم الإنسانية نسبة العقل الأول في العقول و لما كانت الأجسام مركبة طلبت اليدين لوجود التركيب و لم يذكر ذلك في العقل الأول لكونه غير مركب فاجتمعا في رفع الوسائط و ليس بعد رفع الوسائط في التكوين مع ذكر اليدين إلا أمر من أجله سمي بشرا و سرت هذه الحقيقة في البنين فلم يوجد أحد منهم إلا عن مباشرة أ لا ترى وجود عيسى عليه السلام لما تمثل لها الروح بشرا سويا فجعله واسطة بينه تعالى و بين مريم في إيجاد عيسى تنبيها على المباشرة بقوله ﴿بَشَراً سَوِيًّا﴾ [مريم:17] قال تعالى ﴿وَ لاٰ تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِي الْمَسٰاجِدِ﴾ [البقرة:187] و بشرة الشيء ظاهره و البشرى إظهار علامة حصولها في البشرة
[كن للشيء بالحرفين و خلق آدم باليدين]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية