و سمي بآدم لحكم ظاهره عليه فإنه ما عرف منه سوى ظاهره كما أنه ما عرف من الحق سوى الاسم الظاهر و هو المرتبة الإلهية فالذات مجهولة و كذلك كان آدم عند العالم من الملائكة فمن دونهم مجهول الباطن و إنما حكموا عليه بالفساد أي بالإفساد من ظاهر نشأته لما رأوها قامت من طبائع مختلفة متضادة متنافرة فعلموا أنه لا بد أن يظهر أثر هذه الأصول على من هو على هذه النشأة فلو علموا باطنه و هو حقيقة ما خلقه اللّٰه عليه من الصورة لرأوا الملائكة جزءا من خلقه فجهلوا أسماءه الإلهية التي نالها بهذه الجمعية لما كشف له عنه فأبصر ذاته فعلم مستنده في كل شيء و من كل شيء
[الإنسان للعالم كالروح من الجسد]
فالعالم كله تفصيل آدم و آدم هو الكتاب الجامع فهو للعالم كالروح من الجسد فالإنسان روح العالم و العالم الجسد فبالمجموع يكون العالم كله هو الإنسان الكبير و الإنسان فيه و إذا نظرت في العالم وحده دون الإنسان وجدته كالجسم المسوي بغير روح و كمال العالم بالإنسان مثل كمال الجسد بالروح و الإنسان منفوخ في جسم العالم فهو المقصود من العالم و اتخذ اللّٰه الملائكة رسلا إليه و لهذا سماهم ملائكة أي رسلا من المالكة و هي الرسالة فإن أخذت الشرف بكمال الصورة قلت الإنسان أكمل و إن أخذت الشرف بالعلم بالله من جانب الحق لا من طريق النظر فالأفضل و الأشرف من شرفه اللّٰه بقوله هذا أفضل عندي فإنه لا تحجير عليه في إن يفضل من شاء من عباده فإن العلم بالله الذي يقع به الشرف لا حد له ينتهي إليه
(السؤال الحادي و الأربعون)ما توليته
الجواب إن اللّٰه تولاه بثلاث منها توليته في خلقه بيديه و منها بما علمه من الأسماء التي ما تولى بها ملائكته و منها الخلافة و هي قوله ﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] فإن كان قوله ﴿خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] لقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية