و أما الأعراف فسور بين الجنة و النار ﴿بٰاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ [الحديد:13] و هو ما يلي الجنة منه ﴿وَ ظٰاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذٰابُ﴾ [الحديد:13] و هو ما يلي النار منه يكون عليه من تساوت كفتا ميزانه فهم ينظرون إلى النار و ينظرون إلى الجنة و ما لهم رجحان بما يدخلهم أحد الدارين فإذا دعوا إلى السجود و هو الذي يبقى يوم القيامة من التكليف فيسجدون فيرجح ميزان حسناتهم فيدخلون الجنة و قد كانوا ينظرون إلى النار بما لهم من السيئات و ينظرون إلى الجنة بما لهم من الحسنات و يرون رحمة اللّٰه فيطمعون و سبب طمعهم أيضا إنهم من أهل لا إله إلا اللّٰه و لا يرونها في ميزانهم و يعلمون ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَظْلِمُ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ﴾ [النساء:40] و لو جاءت ذرة لإحدى الكفتين لرجحت بها لأنهما في غاية الاعتدال فيطمعون في كرم اللّٰه و عدله و أنه لا بد أن يكون لكلمة لا إله إلا اللّٰه عناية بصاحبها يظهر لها أثر عليهم يقول عزَّ وجلَّ فيهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية