[الكواكب في جهنم مظلمة الأجرام]
و أما الكواكب كلها فهي في جهنم مظلمة الأجرام عظيمة الخلق و كذلك الشمس و القمر و الطلوع و الغروب لهما في جهنم دائما فشمسها شارقة لا مشرقة و التكوينات عن سيرها بحسب ما يليق بتلك الدار من الكائنات و ما تغير فيها من الصور في التبديل و الانتثار و لهذا قال تعالى ﴿اَلنّٰارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهٰا غُدُوًّا وَ عَشِيًّا﴾ [غافر:46] و الحالة مستمرة ففي البرزخ يكون العرض و في الدار الآخرة يكون الدخول فذوات الكواكب فيها صورتها صورة الكسوف عندنا سواء غير أن وزن تلك الحركات في تلك الدار خلاف ميزانها اليوم فإن كسوفها ما ينجلي و هو كسوف في ذاتها لا في أعيننا و الهواء فيها فيه تطفيف فيحول بين الأبصار و بين إدراك الأنوار كلها فتبصر الأعين الكواكب المنتثرة غير نيرة الأجرام كما يعلم قطعا إن الشمس هنا في ذاتها نيرة و أن الحجاب القمري هو الذي منع البصر أن يدركها أو يدرك نور القمر أو ما كان مكسوفا و لهذا في زمان كسوف شيء منها في موضع يكون في موضع آخر أكثر من ذلك و في موضع آخر لا يكون منه شيء فلما اختلفت الأبصار في إدراك ذلك لاختلاف الأماكن علمنا قطعا إن ثم أمرا عارضا عرض في الطريق حال بين البصر و بينها أو بين نورها كالقمر يحول بينك و بين إدراك جرم الشمس و ظل الأرض يحول بينك و بين نور القمر لا بينك و بين جرمه مثل ما حال القمر بينك و بين جرم الشمس و ذلك بحسب ما يكون منك و يكون منه و هكذا سائر الكواكب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية