[مرتبة الطبيعة و حقائقها الأربعة]
غير أن بين النفس و الهباء مرتبة الطبيعة و هي على أربع حقائق منها اثنان فاعلان و اثنان منفعلان و كلها في رتبة الانفعال بالنظر إلى من صدرت عنه فكانت الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة فاليبوسة منفعلة عن الحرارة و الرطوبة منفعلة عن البرودة فالحرارة من العقل و العقل عن الحياة و لذلك طبع الحياة في الأجسام العنصرية الحرارة و البرودة من النفس و النفس من العلم و لهذا يوصف العلم إذا استقر ببرد اليقين و بالثلج و منه قوله صلى اللّٰه عليه و سلم حين وجد برد الأنامل بين ثدييه فعلم علم الأولين و الآخرين و لما انفعلت اليبوسة و الرطوبة عن الحرارة و البرودة طلبت الإرادة اليبوسة لأنها في مرتبتها و طلبت القدرة الرطوبة لأنها في مرتبتها و لما كانت القدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد خاصة كان الأحق بها طبع الحياة و هي الحرارة و الرطوبة في الأجسام و ظهرت الصور و الأشكال في الهباء و الجسم الكل فظهرت السماء و الأرض مرتوقة غير متميزة
[مراتب العناصر و ماهيتها و مصدرها]
ثم إن اللّٰه تعالى توجه إلى فتق هذا الرتق ليميز أعيانها و كان الأصل الماء في وجودها و لهذا قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية