كما اشتروا أمثالهم ﴿اَلْعَذٰابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾ [البقرة:175] فتعجب اللّٰه من صبرهم على النار بقوله ﴿فَمٰا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّٰارِ﴾ فدل على أنهم عرفوا الحق و جحدوا مع اليقين كما قال في حق من هذه صفته في النمل ﴿وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ﴾ [النمل:14] إنها يعني الآيات براهين على صدقهم فيما أخبروا به عن اللّٰه ﴿ظُلْماً وَ عُلُوًّا﴾ [النمل:14] و أي آية كانت للعرب معجزة مثل القرآن و لذلك قال ﴿ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ نَزَّلَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ﴾ [البقرة:176] و قال في الذين يكتمون ما أنزل اللّٰه ﴿مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي الْكِتٰابِ﴾ [البقرة:159] إن أولئك ﴿يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّٰعِنُونَ﴾ [البقرة:159] و إنه من سئل عن علم تعين عليه الجواب عنه و هو يعلمه فكتمه و هو مما أنزله اللّٰه ألجمه اللّٰه بلجام من نار و إن الذين كتموا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية