فأنزل اللّٰه تعالى ﴿وَ لاٰ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلاّٰ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ فقال الأعرابي هذا و اللّٰه هو السحر الحلال و اللّٰه ما تخيلت و لا كان في علمي أنه يزاد أو يؤتى بأحسن مما قلته أشهد أنك رسول اللّٰه و اللّٰه ما خرج هذا إلا من ذي إل فمثل هؤلاء عرفوا إعجاز القرآن أ ترى يا وليي يكون هذا الأعرابي فيما وصف به نفسه بأكرم من اللّٰه في هذا الخلق في تحمل الأذى و إظهار البشر و المخالفات عن العقوبة و العفو مع القدرة و تهوين ما يقبح على النفس و التغافل عمن أراد التستر عنك بما يشينه لو ظهر به بل و اللّٰه أكرم منه و أكثر تجاوزا و عفوا و حلما و أصدق قيلا فإن هذا القول من العربي و إن كان حسنا فما يدري عند وقوع الفعل ما يكون منه و الحق صادق القول بالدليل العقلي فما يأمر بمكرمة إلا و هي صفته التي يعامل بها عباده و لا ينهى عن صفة مذمومة لئيمة إلا و هو أنزه عنها ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6] الغفور الرحيم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية