﴿وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ﴾ [ سبإ:13] و إذا فاته فاته ما له من العلم بالله و التجلي و النعيم الخاص به في دار الكرامة و كثيب الرؤية يوم الزور الأعظم فإنه لكل حب إلهي من صفة خاصة علم و تجل و نعيم و منزلة لا بد من ذلك يمتاز بها صاحب تلك الصفة من غيره
(فأما فتنة النساء)
فصورة رجوعه إلى اللّٰه في محبتهن بأن يرى أن الكل أحب بعضه و حن إليه فما أحب سوى نفسه لأن المرأة في الأصل خلقت من الرجل من ضلعه القصيري فينزلها من نفسه منزلة الصورة التي خلق اللّٰه الإنسان الكامل عليها و هي صورة الحق فجعلها الحق مجلى له و إذا كان الشيء مجلى للناظر فلا يرى الناظر في تلك الصورة إلا نفسه فإذا رأى في هذه المرأة نفسه اشتد حبه فيها و ميلة إليها لأنها صورته و قد تبين لك أن صورته صورة الحق التي أوجده عليها فما رأى إلا الحق و لكن بشهوة حب و التذاذ و صلة يفنى فيها فناء حق بحب صدق و قابلها بذاته مقابلة المثلية و لذلك فنى فيها فما من جزء فيه إلا و هو فيها و المحبة قد سرت في جميع أجزائه فتعلق كله بها فلذلك فنى في مثله الفناء الكلي بخلاف حبه غير مثله فاتحد بمحبوبه إلى أن قال
أنا من أهوى و من أهوى أنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية