أحلى من الأمن عند الخائف الوجل
لأن الوارد الذي يعطي الأمن الذي يرد على الخائف يكون الخائف أعظم التذاذ به ممن استصحبه الأمن و ذلك لتجدد الأمن عليه عقيب الخوف فجاء على النقيض مما كان يأمله و ينتظره من وقوع الأمر المخوف منه فوجد الالتذاذ الذي لا يكون ألذ منه فلو فتح اللّٰه عين بصيرته و رأى تجدد نشأته في كل نفس مع جواز عدم التجدد و اللحوق بالعدم لكان في لذة دائمة لكن ما كل أحد يعطي هذه الرتبة بل الإنسان كما قال تعالى ﴿فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق:15] و هو في مفهوم العموم النشأة الآخرة فالجاني هو الذي ينتظر العقوبة فإن كان مؤمنا فإنه ينتظر إما العقوبة من اللّٰه على ما جنى أو العفو و المغفرة فإذا جاءته المغفرة وجد لها من اللذة ما لا يقدر قدرها إلا من ذاقها
[ولاية النور حبور ولاية الظلمة تبور]
و من ذلك
من كان في النور كان النور يصحبه *** و ظلمة الجهل ترديه و تسحبه
فكن به لا تكن فإنه سند *** أقوى و من جاءه في الحين يذهبه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية