يبديه وقتا ثم يخفيه *** عنه و هذا القدر يكفيه
قال أخسر الأخسرين شاهد يشهد على نفسه كما إن أسعد السعداء من شهد لنفسه فهو في الطرفين مقدم في السعادة و الشقاء ﴿وَ شَهِدُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كٰانُوا كٰافِرِينَ﴾ [الأنعام:130] فهم الذين أشقوا أنفسهم بشهادتهم و أما من شهدت عليه جوارحه فما تعظم فضيحته من حيث شهادة جوارحه-عليه و إنما تعظم فضيحته من حيث عجزه و جهله بالذب عن نفسه في حال الشهادة فإنه ما سمي ذلك النطق شهادة إلا تجوز إلا أن الجوارح تشهد بالفعل ما تشهد بالحكم فإنها ما تفرق بين الطاعة المشروعة و المعصية فإنها مطيعة بالذات لا عن أمر فبقي الحكم لله تعالى فيأخذه ابتداء من غير نطق الجوارح و هنا يتميز العالم من غيره
[بلوغ الأمنية في الرحمة الخفية]
(و من ذلك بلوغ الأمنية في الرحمة الخفية)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية