و هو المقام الأسنى فقد أتى بالاسمين و أتى ب ﴿لاٰ تَتَّخِذُوا إِلٰهَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [النحل:51] مع اختلاف المعنى في الأسماء الحسنى فأثبت و نفى و أمرض و شفى فمنا من سلم و منا من هو على شفا فمن لزم الحق فقد لزم الصبر و لا يكون هذا إلا لمن عرف الأمر الكل في عين التلف من جهل و من عرف و ما نجا إلا من وقف فالناجي من سمع و لم يتكلم و أجاب إلى ما دعي إليه فذلك الذي لا يندم
[من زار الصامت زاره]
و من ذلك من زار الصامت زاره من الباب 290 وعظنا الصامت فما أصغينا إليه و تحبب إلينا الصامت فاعتكفنا عليه فملك أزمة القلوب و أعمانا عن إدراك الغيوب و وعظنا الناطق بما نطق به من الحقائق فآمنا به و عرجنا عن مذهبه فسمعنا و عصينا و أمرنا و نهينا كانا ولاة الأمر و أرباب الرد الغمر و نسينا أمره إيانا و نهيه و أرشد السامع و غيه فحجبنا بحب التقدم و الرئاسة عن تمشية ما تقتضيها السياسة فإذا جاء الموت و تيقنا بالفوت طلبنا حسن المآب بالمتاب فلم تقبل توبة و لا غفرت حوبة و متنا على ما كنا عليه و حشرنا على ما عليه متنا كما نصبح على ما عليه بتنا تركت فيكم واعظين صامت و ناطق فالصامت الموت و الناطق القرآن هكذا قال صاحب الحق الترجمان
[النقص و الرجحان في الميزان]
و من ذلك النقص و الرجحان في الميزان من الباب 291 اغتنم حياة لست فيها بها لك و دارا أنت فيها مالك ميزانك فيها موضوع و كلامك مسموع و أذنك واعية و مواعظك داعية و أنفاسك باقية و أعمالك الخيرات واقية فنور بيتك المظلم و أوضح سرك المبهم ما دامت أركان بيتك غير واهية قبل أن تحصل في الهاوية إن تفرقت همومك أعرض عنك قيومك و إن وهنت قواك أمدك به و قواك و أعلمك أنه ما جنى عليك سواك فلا تغفل عن نفسك فقد اطلع لك بارقة من شمسك و قد جعل النهار معاشا و الأعمال رياشا فعليك بالاشتغال و التزين بأحسن الأعمال و احذر من زينة الدنيا و الشيطان و عليك بزينة اللّٰه المنصوص عليها في القرآن
[أطلق الغارة من آثاره]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية