أي راحة لأهل الليل إلهية كما هو راحة للناس طبيعية فإذا نام الناس استراح هؤلاء مع ربهم وخلوا به حسا ومعنى فيما يسألونه من قبول توبة وإجابة دعوة ومغفرة حوبة وغير ذلك فنوم الناس راحة لهم وإن الله تعالى ينزل إليهم بالليل إلى السماء الدنيا فلا يبقى بينه وبينهم حجاب فلكي ونزوله إليهم رحمة بهم ويتجلى من سماء الدنيا عليهم كم
ورد في الخبر فيقول كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ليس كل محب يطلب الخلوة بحبيبه هو أنا ذا قد تجليت لعبادي هل من داع فاستجيب له هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له حتى ينصدع [الصفحة 238 من طبعة القاهرة]
الفجر
[مسامرة أهل الليل في محاريبهم]
فأهل الليل هم الفائزون بهذه الحظوة في هذه الخلوة وهذه المسامرة في محاريبهم فهم قائمون يتلون كلامه ويفتحون أسماعهم لما يقول لهم في كلامه إذا قال يا أَيُّهَا النَّاسُ يصفون ويقولون نحن الناس ما تريد منا يا ربن في ندائك هذا فيقول لهم عز وجل على لسانهم بتلاوتهم كلامه الذي أنزله اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ي أَيُّهَا النَّاسُ يقولون لبيك ربنا يقول لهم اتقوا ربكم الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً والسَّماءَ بِناءً وأَنْزَلَ من السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ به من الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية