فبأي معنى تعرف الحق الذي *** سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا *** من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثنى على *** نفسي فنفسي عين ذات ثنائي
وإذا أردت تعرفا بوجوده *** قسمت ما عندي على الغرماء
وعدمت من عيني فكان وجوده *** فظهوره وقف على إخفائي
جل الإله الحق أن يبدو لنا *** فردا وعيني ظاهر وبقائي
لو كان ذاك لكان فردا طالبا *** متجسسا متجسسا لثنائي
هذا محال فليصح وجوده *** في غيبتي عن عينه وفنائي
فمتى ظهرت إليكم أخفيته *** إخفاء عين الشمس في الأنواء
فالناظرون يرون نصب عيونهم *** سحبا تصرفها يد الأهواء
والشمس خلف الغيم تبدي نورها *** للسحب والأبصار في الظلماء
فيقول قد بخلت علي وإنها *** مشغولة بتحلل الأجزاء
لتجود بالمطر الغزير على الثرى *** من غير ما نصب ولا إعياء
وكذاك عند شروقها في نورها *** تمحو طوالع نجم كل سماء
فإذا مضت بعد الغروب بساعة *** ظهرت لعينك أنجم الجوزاء
هذا لميتها وذاك لحيها *** في ذاتها وتقول حسن رآء
فخفاؤه من أجلنا وظهوره *** من أجله والرمز في الأفياء
[الصفحة 9 من طبعة القاهرة]
كخفائنا من أجله وظهورنا *** من أجلنا فسناه عين ضيائي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية