ثم التفت بالعكس رمزا ثانيا *** جلت عوارفه عن الإحصاء
فكأننا سيان في أعياننا *** كصفا الزجاجة في صفا الصهباء
فالعلم يشهد مخلصين تألفا *** والعين تعطي واحدا للرائي
فالروح ملتذ بمبدع ذاته *** وبذاته من جانب الأكفاء
والحس ملتذ برؤية ربه *** فإن عن الإحساس بالنعماء
فالله أكبر والكبير ردائي *** والنور بدري والضياء ذكائي
والشرق غربي والمغارب مشرقي *** والبعد قربى والدنو تنائي
والنار غيبي والجنان شهادتي *** وحقائق الخلق الجديد إمائي
فإذا أردت تنزها في روضتى *** أبصرت كل الخلق في مرائي
وإذا انصرفت أنا الإمام وليس لي *** أحد أخلفه يكون ورائي
فالحمد لله الذي أنا جامع *** لحقائق المنشئ والإنشاء
هذا قريضي منبئ بعجائب *** ضاقت مسالكها على الفصحاء
فاشكر معي عبد العزيز إلهنا *** ولتشكر أيضا إلى العذراء
شرعا فإن الله قال اشكر لنا *** ولوالديك وأنت عين قضائي
وبعد حمد الله بحمد الحمد لا بسواه والصلاة التامة على من أسرى به إلى مستواه فاعلم أيها العاقل الأديب الولي الحبيب أن الحكيم إذا نأت به الدار عن قسيمه وحالت صروف الدهر بينه وبين حميمه لا بد أن يعرفه بكل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية