عليه في أصل خلقه والنار ناران نار حسية وهي المسلطة على إحساسه وحيوانيته وظاهر جسمه وباطنه ونار معنوية وهي التي تطلع على الأفئدة وبه يتعذب روحه المدبر لهيكله الذي أمر فعصى فمخالفته عذبته وهي عين جهله بمن استكبر عليه
[يوم التغابن: يوم عذاب النفوس]
فلا عذاب على الأرواح أشد من الجهل فإنه غبن كله ولهذا سمي يَوْمُ التَّغابُنِ يريد يوم عذاب النفوس فيقول يا ويلتا عَلى ما فَرَّطْتُ وهو يَوْمَ الْحَسْرَةِ يقول يوم الكشف من حسرت عن الشيء إذا كشفت عنه فكأنه يقول يا ليتني حسرت عن هذا الأمر في الدنيا فأكون على بصيرة من أمري فيغتبن في نفسه والتغابن يدرك في ذلك اليوم الكل الطائع والعاصي فالطائع يقول ي ليتني بذلت جهدي ووفيت حق استطاعتي وتدبرت كلام ربي فعملت بمقتضاه مع كونه سعيدا والمخالف يقول يا ليتني لم أخالف ربي فيما أمرني به ونهاني ف ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وسيأتي هذا في باب يوم القيامة إن شاء الله
[جهنم: آلام أهلها صفة الغضب الإلهي ووجودها محل التنزل الرحماني]
ولما أعلمناك بمرتبة النفس والتنفس إنما جئنا به لتعلم إن جهنم لما اختص بآلام أهلها صفة الغضب الإلهي واختص بوجودها التنزل الرحماني الإلهي وجاء في الخبر الصحيح نفس الرحمن مشعرا بصفة الغضب فكان التنفس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية