ملحقا صفة الغضب بمن حل به ولهذا لما أتى نفس الرحمن من قبل اليمن حل الغضب الإلهي بالكفار بالقتل والسيف الذي وقعت بهم الأنصار فنفس الله بذلك عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فإن ذا الغضب إذا وجد على من يرسل غضبه نفس عنه ما يجده من لم الغضب وأكمل الصورة في محمد صلى الله عليه وسلم فقام به على الكفار لأجل ردهم كلمة الله صفة الغضب فنفس الرحمن عنه بما أمره به من السيف ونفس عنه بأصحابه وأنصاره فوجد الراحة فإنه وجد حيث يرسل غضبه فافهم من هذا آلام أهل النار والصورة الحجابية المحمدية على الغضب الإلهي على أعداء الله وإن الآلام أرسلت على الأعداء فقامت بهم ونفس الله عن دينه وهو أمره وكلامه وهو عين علمه في خلقه وعلمه ذاته جل وتعالى وقد بينا لك أمر جهنم من حيث ما هي دار فلنبين إن شاء الله في الباب الذي يلي هذا الباب مراتب أهل النار
[دركات جهنم المائة وزبانيتها]
ثم اعلم أن الله قد جعل فيها مائة درك في مقابلة درج الجنة ولكل درك قوم مخصوصون لهم من الغضب الإلهي الحال بهم آلام مخصوصة وأن المتولي عذابهم من الولاة الذين ذكرناهم في الباب قبل هذا من هذا الكتاب القائم والإقليد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية