و ما كل فريضة تقتضي العول لا ينكح الأمة إلا من لا يستطيع الطول و اللّٰه ولي التوفيق و هو بالفضل حقيق
[سر تيسير العسير]
و من ذلك سر تيسير العسير من الباب 123 الخلق في الإعسار و إن كان ذا يسار فإن يسار الحق ما هو عين الخلق فمنه أخذ و إياه أعطى و لا يعرف هذا إلا بعد كشف الغطاء الجواد قديم و الجود محدث فلا تتحدث التحدث بالنعم شكر و ليست سواك في الخلق و إن كانت بيد الحق لما كان بيده الإيجاد و منع وقتا و جاد قلنا بالعسر المعتاد العسر إفلاس و لا يكون إلا لأهل الحاجة من الحيوان و الناس كل متحرك بالإرادة فهو يطلب خرق العادة و النبات و الجماد لا يقولان بالمعتاد الحاجة بالحال فلهذا يستغني به عن السؤال لسان الحال أفصح و وزنه أرجح لسان الحال لمن عدا أهل المنطق فأظهر بصفتهم و لا تنطق ما حال بينك و بين حقك إلا عجلتك بنطقك الرزق مقسوم و منزل بقدر معلوم لا ينقص و لا يزيد سؤال العبيد طلب الزيد في الجبلة في كل ملة كيف لا يظهر بالافتقار من حكم عليه الاضطرار و بقي الحكم للاقدار ف ﴿كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ﴾ [الرعد:8] ﴿إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة:280] و ما جعله يتأخر إلا القضاء المقدر فهو القاضي بالتأخير في تيسير العسير إذا قام اليسر بالعسر ظهر عين الإعسار و إن لم يقم به فليس إلا اليسار ما في العالم عسر لو زالت الأغراض و كله يسر فإن الأمراض لو كانت العلة في الأزل لكان المعلول لم يزل فلا معلول و لا علة فقد تظهر الشبه في صور الأدلة البراهين لا تخطي في نفس الأمر و إن أخطأ المبرهن عليه فذلك راجع إليه و أما البرهان فقوى السلطان و لا يعرف الدليل إلا بالدليل فما إلى علمه من سبيل من علمت به معلوما و جهلته فما علمته فإنك لا تعلم ما علمت به فانتبه
[سر الموت الأبيض و بنا ما تقوض]
و من ذلك سر الموت الأبيض و بنا ما تقوض من الباب 124 من قوض ما طنب أوجز و ما أطنب الجوع بئس الضجيع الجوع ممنوع الجوع حمى منيع لو بقي المتغذي نفسا واحدا دون غذاء لم يكن من يقال فيه ما ذا ما هو إلا انتقال من حال إلى حال سر الموت كرباته و كشفه حسراته فأبيضه ألم حسي و أحمره ألم نفسي و أسوده مرض عقلي و أخضره مثل زهر النبات لما فيه من الشتات فتفرق به بين المثلين و يباعد بين الشكلين فإذا انقلب الألم لذة استلذه الموت للمؤمن تحفه و النعش له محفة ينقله من العدوة الدنيا إلى العدوة القصوى حيث لا فتنة و لا بلوى فينزله أحسن منزل في أخصب منزل منزل لذة و نعيم و يسقى من عين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية