﴿فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا﴾ [الشمس:8] فمن نهى النفس عن هواها بهواها فقد أمن غايتها و منتهاها لو لا إلهام النحل ما وجد العسل في زمان المحل بالإلهام طلب المرعى و جمع فأوعى المبشرات نبوات و رسالات فاستدرك بعد أن عمم فقال لكن المبشرات فخصص و تمم فسبحان من خصه بالحكم و جوامع الكلم
[سر الزمان و المكان]
و من ذلك سر الزمان و المكان من الباب 57 المكان نسبة في موجود و الزمان نسبة في محدود و إن لم يكن له وجود المكان يحد بالجلاس و الزمان يعد بالأنفاس الإمكان يحكم في الزمان و المكان الزمان له أصل يرجع إليه و هو الاسم الإلهي الدهر الذي يعول عليه ظهر المكان بالاستواء و ظهر الزمان بالنزول إلى السماء و قد كان قبل الاستواء له ظهور في العماء الأينية للمتمكن و الحال و الفرق ظاهر بين الأماكن و المحال الحال بحيث المحل و المتمكن عن المكان منتقل الزمان ظرف لمظروف كالمعاني مع الحروف و ليس المكان بظرف فلا يشبه الحرف ظرف المكان تجوز في عبارة الإنسان الزمان محصور في القسمة بالآن و ما من شرطه وجود الأعيان و إذا لم يعقل المكان إلا بالساكن فهو من المساكن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية