قائم إنما نابت الأيام مناب النعم لأنها الآتية بأنواع الكرم الزمان حافظ إذ كان له الاحتواء و به يكون الانحراف و الاستواء و لما عنده من السعة حاز الفصول الأربعة فالزمان يحكم في الأركان بتعاقب الملوان الموجبان الحدثان فصور تحدث و تمر و أحوال تسوء و تسر فادوار تدور و نجوم تطلع و تغور و أيام و جمع و سنون و شهور يعين تصريفها حوادث الدهور فاليوم ليل و نهار و الشهر محق و إبدار و السنة تكرار و الجمعة سبعة أدوار و حكم الطرائق في الساعات و الدرجات و الدقائق و ما زاد عليها من ثوان و ثوالث فما زاد فهي رقائق تمد الحقائق
[سر الرموز و الكنوز]
و من ذلك سر الرموز و الكنوز من الباب 26 رموز النصائح كنوز المصالح فالناصح لما فتقه الدهر ناصح و العمل بالمصالح شيمة كل عبد صالح أ لا تراه كيف أقام الجدار فإنه من مصالح الأيتام الصغار و لم يطلب على ذلك أجرا بل قال ﴿أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ [الكهف:70] فلما أخبره انقاد الكليم إليه و عول فيما أنكره عليه فانصف العبد المرحوم و اعترف و قال لصاحبه كل واحد منا على علم لا يعلمه الآخر و هنا وقف فلما علم فضله عليه سلم الأمور أجمعها إليه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية