﴿وَ مٰا فَعَلْتُهُ﴾ [الكهف:82] يعني ما فعل ﴿عَنْ أَمْرِي﴾ [الكهف:82] بل الأمر كله لله فإذا كنى الحق عن نفسه بضمير الجمع فلأسمائه لما في ذلك المذكور من حكم أسماء متعددة و إذا ثنى فلذاته و نسبة اسم خاص و إذا أفرد فلاسم خاص أو ذات و هي المسمى إذا كنى بتنزيه فليس إلا الذات و إذا كنى بفعل فليس إلا الاسم على ما قررناه و انحصر فيما ذكرناه جميع أسماء اللّٰه لا بطريق التعيين فإنه فيها ما ينبغي أن يعين و ما ينبغي أن لا يعين و قد جاء من المعين مثل الفالق و الجاعل و لم يجيء المستهزئ و الساخر و هو الذي يستهزئ بمن شاء من عباده و يكيد و يسخر ممن شاء من عباده حيث ذكره و لا يسمى بشيء من ذلك و لا بأسماء النواب و نوابه لا يأخذهم حصر و لكن انظر إلى كل فعل منسوب إلى كون من الأكوان فذلك المسمى هو نائب عن اللّٰه في ذلك الفعل كآدم و الرسل خلفاء اللّٰه على عباده و من أطاع ﴿اَلرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] فلننبه من ذلك على يسير يكون خاتمة هذا الباب لنفيد المؤمنين بما فيه سعادتهم لأن السعادة كلها في العلم بالله تعالى
[إن من الأفعال ما علق اللّٰه الذم بفاعله و من الأفعال ما علق اللّٰه المدح و الحمد بفاعله]
فنقول إن من الأفعال ما علق اللّٰه الذم بفاعله و الغضب عليه و اللعنة و أمثال ذلك و من الأفعال ما علق اللّٰه المدح و الحمد بفاعله كالمغفرة و الشكر و الايمان و التوبة و التطهير و الإحسان و قد وصف نفسه بأنه يحب المتصفين بهذا كله كما أنه لا يحب الموصوفين بالأفعال التي علق الذم بفاعلها مع قوله ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] و الأمر كله لله و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية