[إن الحق عين الوجود]
يدعى صاحبها عبد الجامع قال اللّٰه تعالى إن اللّٰه ﴿جٰامِعُ النّٰاسِ لِيَوْمٍ لاٰ رَيْبَ فِيهِ﴾ [آل عمران:9] فهو في نفسه جامع علمه العالم علمه بنفسه فخرج العالم على صورته فلذلك قلنا إن الحق عين الوجود و من هذه الحضرة جمع العالم كله على تسبيحه بحمده و على السجود له إلا كثير من الناس ممن ﴿حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذٰابُ﴾ [الحج:18] فسجد لله في صورة غير مشروعة فأخذ بذلك مع أنه ما سجد إلا لله في المعنى فافهم و من هذه الحضرة ظهر جنس الأجناس و هو المعلوم ثم المذكور ثم الشيء فجنس الأجناس هو الجنس الأعم الذي لم يخرج عنه معلوم أصلا لا خلق و لا حق و لا ممكن و لا واجب و لا محال ثم انقسم الجنس الأعم إلى أنواع تلك الأنواع نوع لما فوقها و جنس لما تحتها من الأنواع إلى أن تنتهي إلى النوع الأخير الذي لا نوع بعده إلا بالصفات و هنا تظهر أعيان الأشخاص و كل ذلك جمع دون جمع من هذه الحضرة و أقل الجموع اثنان فصاعدا و لم يكن الأمر جمعا ما ظهر حكم كثرة الأسماء و الصفات و النسب و الإضافات و العدد و إن كانت الأحدية تصحب كل جمع فلا بد من الجمع في الأحد و لا بد من الأحد في الجمع فكل واحد بصاحبه و قال تعالى من هذه الحضرة ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية