﴿إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ﴾ [الأنفال:61] يعني في الاعتبار و الإشارات هذه الخواطر التي أدتك إلى النظر فيما أنت مستغن عنه فأنزلهم الحق هنا منزلة الأعداء لأهل الإشارات ف ﴿إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ﴾ [الأنفال:61] و هو الصلح بأن يترك الأمر على ما هو عليه و لا يخاض فيه فاتك إنما تخوض فيه لكونه آية من اللّٰه عليه و قد قال ﴿وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام:68] و ليس إلا الاشتعال بما نأكل و نشرب و ننكح و تتصرف فيه من الأعمال المسروعة التي تؤدي إلى السعادة الأخروية و ما هذه الأمور قلنا لا ندري إنما نعمل كما أمرنا لنصل إلى ما قيل لنا فإنا ما كذبنا بل رأينا ما مضى كله حق لم يختل شيء منه كذلك ما بقي و قد جنحوا للسلم فأمرنا اللّٰه فقال لنبيه ص ﴿فَاجْنَحْ لَهٰا وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ﴾ [الأنفال:61]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية