و الحق في قلوبنا *** مختزن متحد
يحكم بالتأييد في *** اختزانه الأبد
و ما له من مدة *** يجمع فيها المدد
و من وجودي كان لي *** إذا عقلت المدد
و إذا علمت إن الخزائن عنده و أنت الخزائن فأنت عنده و قد وسعه قلبك فهو عندك و أنت عنده فأنت عندك فلك من الصمدية قسط لأنه لا تكون المعرفة بالله الحادثة إلا بك فيصمد إليك فيها إذ لا تظهر إلا بك فأنت الصمد فيما لا يظهر إلا بك و من هذه الحضرة حصلت لك و لمن حصلت هذه المرتبة و لكن قف عند نهي ربك و تدبره لما قال لك على لسان رسوله في الشيء الذي تستتر به عند الصلاة في قبلتك أن تميل به نحو اليمين أو الشمال قليلا و لا تصمد إليه صمدا فهذا من الغيرة الإلهية إن يصمد إلى غيره صمدا و فيه إثبات للصمدية في الكون بوجه ما فذلك القدر الذي أشار إليه الشارع يكون حظ المؤمن من الصمدية و الجاهل يصمد إلى الأسباب صمدا و يجعل حكم الميل إلى اليمين و الشمال لصمدية الحق عكس القضية و إنما شرع النبي ﷺ في السترة الميل إلى اليمين أو الشمال ينبه على السبب القوي باليمين و على السبب الضعيف بالشمال الخارج فالخارج عن اللّٰه بالكلية هو صاحب اليمين و الذي لاح له بارقة من الحق ضعف اعتماده على السبب فجعله من الجانب الأضعف إذ لا بد من إثبات السبب و لا يصمد إلا إلى اللّٰه صمدا فاعلم ذلك فقد نبهتك و نصحتك ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«القادر القدير المقتدر حضرة الاقتدار»
لو أن من عرفني مقداري *** يبدو لنا ما كنت بالمكثار
إن اقتداري في كيان الباري *** أعظم عندي من دخول النار
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية