فمن عرف الرداء عرف المرتدي ما يتوقف معرفة الرداء على معرفة المرتدي و في هذا غلط عظيم عند العلماء و ما تفطنوا لمراد الحق في التعريف بنفسه فما وصف نفسه إلا بما نعرفه و نتحققه على حد ما نعرفه و نتحققه فإنه بلساني خاطبني لنعقل عنه فلو أحالنا عليه ابتداء لما عرفناه فلما أنزل كبرياءه منزلة الرداء المعروف عندنا علمنا ما الكبرياء ثم زاد رسول اللّٰه ﷺ في تجليه يوم القيامة في الزور الأعظم على كثيب المشاهدة في جنة عدن و ذلك اليوم الكبير إنه تعالى يتجلى لعباده و رداء الكبرياء على وجهه و وجه الشيء ذاته فحال الحجاب بينك و بينه فلم تصل إليه الرؤية فصدق ﴿لَنْ تَرٰانِي﴾ [الأعراف:143] و صدقت المعتزلة فما وصلت الأعين إلا إلى الرداء و هو الكبرياء و ما تجلى لك إلا بنا فما وصلت الرؤية إلا إلينا و لا تعلقت إلا بنا فنحن عين الكبرياء على ذاته «قال وسعني قلب عبدي» فإذا قلبت الإنسان الكامل رأيت الحق و الإنسان لا ينقلب فلا يرجع الرداء مرتديا لمن هو له رداء فهذا معنى الكبير فإنه كبير لذاته و الكبرياء نحن فمن نازعه منا فينا قصمه الحق لأنه جهل فإنه له ما رأيناه قط و لا نراه من حيث هو و نحن لنا فما نرى قط سوانا فلا يزال الكبرياء على وجهه في الدنيا و الآخرة لأنا ما نزال و هذا عين افتقارنا و احتقارنا و وقارنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية