﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] و الموهوب في اللّٰه ما أعطاه العبد من تصرفه في المباح فإنه لا يتعين تقييده تعين الواجب و المحظور و المندوب و المكروه فحصول العلم بالتصريف في المباح علم وهب يعلمه الحق من العبد بطريق إلهية لأنه لا يجب عليه الإتيان به كما يجب عليه اعتقاده فيه إنه مباح و الايمان به واجب و أما مراتب هذه العلوم في الكون فهينة الخطب فإن الكون قابل للعلم بالذات فالعلم الذاتي له هو ما يدركه من العلم بعين وجوده خاصة لا يفتقر في تحصيله إلى أمر آخر إلا بمجرد كونه فإذا ورد عليه ما لا يقبله إلا بكونه موجودا على مزاج خاص هو علمه الذاتي له و المكتسب ما له في تحصيله تعمل من أي نوع كان من العلوم المكتسبة و الموهوب هو ما لم يخطر بالبال و لا له فيه اكتساب كعلم الأفراد و هو علم الخضر فعلمه من لدنه علما رحمة من عند اللّٰه به حتى كان مثل موسى عليه السّلام الذي كلمه ربه يستفيد منه ما لم يكن عنده و لا أحاط به خبرا يقول لم نذق له طعما فيما علمه اللّٰه من العلم بالله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية