فيجيء الإنسان بالفعل من كون الفعل ظهر فيه فيحب إن يحمد بما فعل فيه و الفعل ليس له فله من الالتذاذ بذلك على قدر دعواه إلا أنه التذاذ موجع لكونه يعلم الأمر على خلاف دعواه كالمتكبر الجبار الذي لا يمكن له أن ينتزح عن ضروراته و افتقاره إلى أدنى الأسباب المريحة له من ألمه فقوله ﴿فَلاٰ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفٰازَةٍ مِنَ الْعَذٰابِ﴾ [آل عمران:188] يقول لا تظن أنهم يلتذون بذلك إشارة لا حقيقة و يستعذبونه بل لهم فيه استعذاب إن كانوا عارفين فجمعوا في هذا الذوق بين العذاب و الألم فهم من وجه في نعيم و من وجه في ألم مؤلم كما قال بعضهم
فهل سمعتم بصب
[إن الكمل من الرجال بمنزلة اسم من الأسماء الإلهي]
و اعلم أن كل ذكر ينتج خلاف المفهوم الأول منه فإنه يدل ما ينتجه على حال الذاكر كما شرطناه التفسير الكبير لنا إلا لكامل من الرجال فإنه يعلم جميع ما ينتجه ذلك الذكر لعدم تقييده و خروجه عن تلك الصفات و الأسماء التي تحت ولاية الاسم اللّٰه فإن الكامل من الرجال بمنزلة الاسم اللّٰه من الأسماء و إن كان له الإطلاق فلا ينطق به إلا مقيدا بالحال أو اللفظ لا بد من ذلك ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الخامس و الخمسون و خمسمائة في معرفة السبب الذي منعني أن أذكر فيه
بقية الأقطاب من زماننا هذا إلى يوم القيامة»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية