﴿وَ هُوَ اللّٰهُ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ﴾ [الأنعام:3] و إن كان طعامك ثريدا فراقب ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] و كينونتنا تعم حسا و معنى فبالحس حيث نحن من الأرض و حيث نحن فيه من الشغل بالجوارح و معنى حيث كتابا لهم و المقاصد و الخواطر فنشهده في الشغل فاعلا و في القصد قاصدا أيضا فنعكس الأمر فنكون بحيث هو فإنا بحيث ما نحن عليه و ليس إلا هو
فكن في أحسن إلهيات تسعد *** و كن في أكمل الحالات ترشد
و كن بالحال لا بالقول فيه *** تكن في حكم من يقضي فيقصد
و هذا القدر من الإيماء نصيحة إلهية ﴿لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37] ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب السادس و الثلاثون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان هجيره
﴿وَ مَنْ كٰانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الدُّنْيٰا نُؤْتِهِ مِنْهٰا وَ مٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾
»
الحرث حرثان محمود و مذموم *** و أنت حارثه و الرزق مقسوم
لا تحرثن لدنيا أنت تتركها *** فإن حرثت لها فأنت مذموم
لا تحرثن لما يفنى فلست له *** و احرث لباقيه فالأمر مفهوم
و احذر من الركن لا تركن لفانية *** تزول عنك فمكر اللّٰه معلوم
من حيث علمك يأتيك إلا له به *** فلا تثق بوجود فهو معدوم
و احرث لآخرة إن كنت ذا نظر *** كمثل من هو بالخيرات موسوم
[الحسنة حرث الآخرة في الدنيا]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية