و عند ما انفجرت أنوارها و بدت *** كأنها خرجت من ظلمة الرمس
و عاد مغربها شرقا بها فزهت *** و عاد مطلعها للعرش و الكرسي
ناجيته في شهود لا انقطاع له *** مؤيد بين حصر الجهر و الهمس
و هذه خمسة في العد حافظة *** و ليس يحفظ أكواني سوى الخمس
[الصلاة الوسطى ما هي]
قال اللّٰه سبحانه و تعالى ﴿حٰافِظُوا عَلَى الصَّلَوٰاتِ﴾ [البقرة:238] و ليست سوى هذه الخمس الموقتة المعينة المكتوبة و كما أن الخمسة تحفظ نفسها و غيرها الذي هو العشرون و هو ثاني عقد العشر من العشرة و العشرة أول العقود و أقل ما يكون العقد بين اثنين فكذلك الصلاة قسمها الحق نصفين نصفا له و نصفا لعبده و جعلها بين تحريم و تحليل فإذا شرع فيها العبد لم يصرف ذاته إلى غيرها من الأعمال بخلاف غيرها من الأعمال المشروعة فحفظت نفسها حتى تسمى صلاة فإن في الصلاة شغلا و حفظت غيرها و هو المصلي ليبقى عليه اسم المصلي و حكمه فلهذا شرعها اللّٰه خمسة فعين الوقت فإن قال قائل بالوتر إنه زائد على الخمسة فتكون ستا قلنا فما زاد إلا من يحفظ نفسها و هي الستة و هي أول عدد كامل فما زاد إلا بما يناسب في الحفظ فلذا قال السائل هل على غيرها يعني الخمس قال لا إلا أن تطوع و جمع له في الصلاة بين الجهر و السر أعني في القراءة و جمع له أيضا بين القول و الفعل و الحال و إلهيات في الحركات من قيام و ركوع و سجود و جلوس و أثنى على من أتى بهن لم يضيع من حقهن شيئا بالدوام عليها و الخشوع فيها و أعطاها الليل و النهار حتى يعم الزمان بركتها و قد بينا من أسرارها ما شاء اللّٰه في باب الصلاة من هذا الكتاب و كذلك بينا أيضا من شأنها في كتاب التنزلات الموصلية لنا ثم إن اللّٰه شرع طهارة لها مائية و ترابية فإن النشء الإنساني لم يكن إلا من تراب كآدم و ماء كبني آدم فقال ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ﴾ [الروم:20]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية