أنزل اللّٰه تعالى في مثل هذا بل في هذا ﴿قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ﴾ [الكافرون:1] إلى آخر السورة و هي سورة تعدل ربع القرآن إذا قسم أرباعا كما إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إذا قسم أثلاثا كما إن إذا زلزلت تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين
[الأعضاء الثمانية المكلفون]
اعلم أن هذا الذكر يطلعك كشفا على أعضاء التكليف منك و هي ثمانية أعضاء القلب و السمع و البصر و اللسان و اليد و البطن و الفرج و الرجل و ما ثم تاسع و هي على عدد الجنات الثمانية فيدخل العبد في عبادته من أي أبواب الجنة شاء و إن شاء من الأبواب كلها في الزمن الواحد الفرد كأبي بكر الصديق رضي اللّٰه عنه دخل منها كلها في يوم واحد و كما أنه في كل عضو عمل يخصه فلكل عمل نتيجة تخصه من الكون تسمى كرامة ينتجها حال ذلك العمل تناسب الكرامة العضو المكلف و حال العمل الذي يختص بذلك العضو و يقع في عمل كل عضو تفصيل و له أيضا أعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى منزلا ينتجه مقام ذلك العمل يناسب ذلك المنزل عند اللّٰه العضو المكلف و تفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضو يفصل المنازل على اختلافها و قد بينا ذلك كله في كتاب مواقع النجوم لنا و هو كتاب يقوم للطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد و يهديه إلى المعرفة إذا هو ضل و تاه و يعرفه مراتب الأنوار من هذا الذكر المقسمة على الأعضاء التي يهتدى بها و هي نور الهلال و القمر و البدر و الكوكب و النار و الشمس و السراج و البرق و ما يكشف بنور كل واحد من هذه الأنوار من الصفات التي تحصر الأسماء الإلهية و الذات كالحياة و العلم و الإرادة و القدرة و الكلام و السمع و البصر و الذات المنعوتة بهذه الصفات فلكل صفة نور من هذه الأنوار و يعرف الموازنات بين الأشياء الموزونة و المناسبات فلا يخفى عليه شيء فإنه نور كله و هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية