أبدا ينتهي القضاء إليه *** أورث القوم في الجحيم خلودا
جعل اللّٰه منهم و عليهم *** عند ما ينقضي السؤال شهودا
فإذا أدت الشهادة فيهم *** ملكوا الفوز و النعيم الجديدا
[شهادة الأعضاء و الجلود على صاحبه]
يقول اللّٰه تعالى إخبارا عنهم ﴿وَ قٰالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اللّٰهُ﴾ [فصلت:21] أي بالشهادة عليكم لأنهم شهداء عدول مقبولون القول عند اللّٰه و كانوا في الدنيا غير راضين بما كانت النفس الناطقة الحيوانية تصرفهم فيه زمان حكمها و إمارتها عليهم و على جميع جوارحهم من سمع و بصر و لسان و يد و بطن و فرج و رجل و قلب و إنما سميت الجلود بهذا الاسم لما هي عليه من الجلادة لأنها تلتقي بذاتها جميع المكاره من جراحة و ضرب و حرق و حر و برد و فيها الإحساس و هي مجن النفس الحيوانية لتلقى هذه المشاق فما في الإنسان أشد جلادة من جلده و لهذا غشاه اللّٰه به فنضجه سبب في عذاب النفس المكلفة و الجلد متنعم في ذلك العذاب المحسوس قال بعض المحبين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية