﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ﴾ [البقرة:21] فمتى سمعت التأيه فلتنظر ما يأيه به لا من أيه به فاعمل بحسب ما أيه به من اجتناب أو غير اجتناب فإنه قد يؤبه بأمر و قد يؤبه بنهي كما تقول في الأمر ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1] و كما يقول في النهي ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اللّٰهِ﴾ و كذلك ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ﴾ [الصف:2] فهذا تأيه إنكار كأنه يقول في الأمر فيه افعلوا ما تقولون و في النهي لا تقولوا على اللّٰه ما لا تعملون فإنكم تمقتون نفوسكم عند اللّٰه في ذلك أكبر المقت كما قررنا فإذا أتى مثل هذا كان له وجه للأمر و وجه للنهي و هذا هو الوجه فيأخذه السامع بحسب ما يقع له في الوقت و أي وجه أخذ به في أمر أو نهي أصاب و إن جمع بينهما جنى ثمرة ذلك فيكون له أجران و من الناس من يكشف له في هذا الهجير أنه القول الخاص و هو أن يقول بإضافة الفعل إلى نفسه في اعتقاده كالمعتزلي فيطلع في كشفه على إن الأفعال لله ليست له فيمقت نفسه حيث جهلت مثل هذا أكبر المقت عند اللّٰه و يكون عند اللّٰه هنا عندية الشهود حيث كان في الدنيا أو في الآخرة فمقته في الدنيا رجوع عن ذلك فيسعد و يلحق بالعلماء بخلاف مقته عند اللّٰه في الآخرة فكأنه يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية