فهو في الصورة بالجعل لئلا يتخيل أن ذلك بالذات بل هو اختصاص إلهي ﴿وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً﴾ [مريم:31] أي خصني بزيادة لم تحصل لغيري و تلك الزيادة ختمه للولاية و نزوله في آخر الزمان و حكمه بشرع محمد ﷺ حتى يكون يوم القيامة ممن يرى ربه الرؤية المحمدية في الصورة المحمدية أينما كنت من دنيا و آخرة فإنه ذو حشرين يحشر في صف الرسل و يحشر معنا في أتباع محمد ص ﴿وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلاٰةِ﴾ [مريم:31] المفروضة في أمة محمد ﷺ أن أقيمها لأنه جاء بالألف و اللام فيها ﴿وَ الزَّكٰاةِ﴾ [مريم:31] أيضا كذلك ﴿مٰا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم:31] زمان التكليف و هو الحياة الدنيا ﴿وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي﴾ [مريم:32] فأخبر أنه شق في خلفه فإن لأمه عليه ولادة لما كانت محل تكوينه فقلت نسبته العنصرية في خلقه فكان أقرب إلى ربه فكان أحدث عهد بعبوديته لربه ﴿وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا﴾ [مريم:32] إذ لا يكون ذلك ممن يكون إلا بالجهل و الجهل فيه إنما هو من قوة سلطان ظلمة العنصر و قد بينا مرتبة عالم الطبيعة من عالم العناصر في هذا الكتاب في مواضع منه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية