عناية ريعان الشباب قوية *** لأن لها القرب الإلهي بالنص
لأن علوم القوم ذوق و خبرة *** و هذي علوم ليس تدرك بالفحص
«فإن رسول اللّٰه ﷺ برز بنفسه و حسر الثوب و قال لما أقبل الغيث حتى أصابه إنه حديث عهد بربه» فهذا هو النص الجلي الذي أتى من الشرع في الغيث القريب من الرب فكل أول في العالم فإنه حديث عهد بربه و كل ما في العالم أول فإنه شيء فهو في وجوده حديث عهد بربه إذ قال له ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] فالعالم كله عالم الأمر سواء كان من عالم الخلق أو لم يكن و قد بينا عالم الأمر و الخلق ما هو و هو الوجه الخاص الذي في عالم الخلق و ما عثر عليه أحد من أهل النظر في العلم الإلهي إلا أهل اللّٰه ذوقا و لما كان للصبي حدثان هذا القرب و هو قرب التكوين و السماع و لم يحل بينه و بين إدراك قربه من اللّٰه حائل لبعده عن عالم الأركان في خلقه فلم يكن عن أب عنصري و لكن كان روح اللّٰه ﴿وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ﴾ [النساء:171] فلم يكن ثم ما يغيبه عمن صدر عنه فقال مخبرا عن ما شاهده من الحال فحكم في مهده على مرأى من قومه الذين افتروا في حقه على أمه مريم فبرأها اللّٰه بنطقه و بحنين جذع النخلة إليه إذ أكثر الشرع في الحكومة بشاهدين عدلين و لا أعدل من هذين فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية