﴿هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ﴾ [ص:39] و لا تكون ممن تلبس عليه الأمور فيتحيل أنه بزهده فيما هو حق لشخص ما من رعيته ينال حظ ما يطلبه به منه شخص آخر من رعيته فإن ذلك عين الجهل فإن تلك الحقيقة تقول له ما هذا عين الحق لي فالأولى بالعبد الذي كلفه اللّٰه تدبير نفسه و ولاة أن يعلم فإذا علم استعمله علمه حتى يكون بحكم علمه و لا يستعمل هو العلم فإنه إن استعمل علمه كان علمه بحكمه فوقتا يعمل به و وقتا يتركه أي يترك العمل به و ما عمل الترك إلا بالعلم و إذا كان العلم يستعمله و يصرفه و يكون هو معمولا مستعملا للعلم حكم عليه جبرا على الصواب فوفى الحقوق أربابها و مثل هذا الإمام في العالم قليل و لذلك يقول ليس السخي من تسخي بماله و إنما السخي من تسخي بنفسه على العلم فكان تحت سلطان علمه هذا هو كبير العالم و أما ما ذكرناه من علم الأوامر و النواهي الإلهية فنوردها إن شاء اللّٰه في الباب الأخير من هذا الكتاب و به ختمنا الكتاب و هو باب الوصية فانظر إلى ما يعطيك هذا الهجير من الفوائد و ما ذكرت لك ما نتيجة هذه الهجيرات إلا ليكون ذلك باعثا لك على طلب الأنفس و إلا وجه و الأولى ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثامن و السبعون و أربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية