يعني الحق الذي أنزلته إليك ﴿وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26] و هو ما خالف شرعك ﴿فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ﴾ [ص:26] و هو ما شرعه اللّٰه لك على الخصوص فإذا علمت هذا و تقرر لديك علمت أن اللّٰه إله واحد في كل شرع عينا و كثير صورة و كونا فإن الأدلة العقلية تكثره باختلافها فيه و كلها حق و مدلولها صدق و التجلي في الصور يكثره أيضا لاختلافها و العين واحدة فإذا كان الأمر هكذا فما تصنع أو كيف يصح لي أن أخطأ قائلا و لهذا لا يصح خطأ من أحد فيه و إنما الخطاء في إثبات الغير و هو القول بالشريك فهو القول بالعدم لأن الشريك ليس ثم و لذلك لا يغفره اللّٰه لأن الغفر الستر و لا يستر إلا من له وجود و الشريك عدم فلا يستر فهي كلمة تحقيق ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء:48] لأنه لا يجده فلو وجده لصح و كان للمغفرة عين تتعلق بها و ما في الوجود من يقبل الأضداد إلا العالم من حيث ما هو واحد و في هذا الواحد ظهرت الأضداد و ما هي إلا أحكام أعيان الممكنات في عين الوجود التي بظهورها علمت الأسماء الإلهية المتضادة و أمثالها فإذا علمت هذا فقل بعد ذلك ما شئت أما كثرة الأسماء أظهرت كثرة الأحكام و أما كثرة الأحكام أظهرت كثرة الأسماء فإنه أمر لا ينكره عقل و لا شرع فالوجود يشهد له و ما بقي إلا ما ذكرناه إلى من ينسب الحكم هل للأسماء الإلهية أم للممكنات الكونية و هما مرتبطان محكوم بهما في عين واحدة
فيا خيبة الجهال ما ذا يفوتهم *** و ما ذا يفوت القائلين بجهلهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية