ما صح منه و ما اعتل فلا تنظر إلى المناصب و انظر إلى الناصب الذي يعمل بحكم المواطن لا بما يقتضيه النظر العقلي فإن الناظر إذا كان عاقلا علم بعقله أن موطن الدنيا كذا يعطى و يترك عنه الجواز العقلي الذي يمكن في كل فرد فرد من أفراد العالم فإن هذا الجواز في عين الشهود ليس بعلم و لا صحيح و ليكن العاقل مع الواقع في الحال فإن ذلك صورة الأمر على ما هو عليه في نفسه لا تعلق لعاقل بالمستقبل إلا إن أطلعه اللّٰه كشفا على أعيان الممكنات قبل وقوعها في الوجود فلا فرق بينه و بين من شهدها في وقوعها لأن هذا المكاشف يزول عنه حكم الجواز العقلي فيما كوشف به و أطلعه اللّٰه عليه فهذا بعض علم هذا القطب
[القطب الحادي عشر الذي على قدم صالح ع]
«و أما القطب الحادي عشر الذي على قدم صالح ع»فسورته من القرآن سورة طه و لها الشرف التام و منازله بعدد أيها اعلم أن هذا القطب دون سائر الأقطاب أشرف بهذه السورة من سائر الأقطاب لأن هذه السورة أشرف سورة في القرآن في العالم السعيد فإنها السورة التي يقرءوها الحق تعالى في الجنة على عباده بلا واسطة و هذا القطب له علوم جمة له البطش و القوة كما قال أبو يزيد البسطامي و قد سمع قارئا يقرأ ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ [البروج:12] فقال بطشي أشد و كان حاله حال من ينطق بالله فقول اللّٰه عن نفسه أن بطشه شديد على لسان عبده أشد من بطشه بغير لسان عبده ثم بطشه على لسان عبده الطبيعي أشد من بطشه على لسان عبده الإلهي بما لا يتقارب و أكثر علم هذا الإمام في التنزيه و الإحاطة و ليس التنزيه و الإحاطة التي يعلم هو المفهوم المتعارف بل هو تنزيه التنزيه المتعارف و جعله في ذلك علم الإحاطة و ذلك أن تنزيهه عدم المشاركة في الوجود فهو الوجود ليس غيره و المعبر عنه عنده بالعالم إنما هو الاسم الظاهر و هو وجهه فما بطن منه عن ظاهره فهو الاسم الباطن و هو هويته فيظهر له و يغيب عنه و أما الآلام و اللذات فتقابل الأسماء و توافقها و بها تكثرت الصور فإنها التي تشكلت فأدرك بعضها بعضا فكان محيطا بها منزها عنها فله الستر عنها و التجلي فيها فتختلف عليه الصور فينكر حاله مع علمه أنه هو و هو ما تسمعه من قول الإنسان عن نفسه إني في هذا الزمان أنكر نفسي فإنها تغيرت علي و ما كنت أعرف نفسي هكذا و هو هو ليس غيره فمن حيث تشكل الأسماء له الإمكان و من حيث العين القابلة لاختلاف الصور الأسمائية عليها له الوجوب فهو الواجب الممكن و المكان و المتمكن المنعوت بالحدوث و القدم كما نعت كلامه العزيز بالحدوث مع اتصافه بالقدم فقال ﴿مٰا يَأْتِيهِمْ﴾ [الحجر:11] الضمير يعود على صور الأسماء إلا الرب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية