يا رحمة سبقت يا رحمة شملت *** و ما هما بمحل الخسر و العطب
[العذاب عذابان نفسي و هو الباطن و حسي و هو الظاهر]
قال اللّٰه تعالى ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] تنبيها أنه الوجود كله فإن هذا تقسيمه فليس إلا هو و النعيم نعيمان نفسي و هو الباطن و حسي و هو الظاهر في النفس الحساسة و العذاب عذابان نفسي و هو الباطن و حسي و هو الظاهر و الحال حالان حال سابق و هو الأول و حال لاحق و هو الآخر و ما ثم إلا رحمة سابقة و غضب لاحق ثم رحمة شاملة سارية في الكل فهي لاحقة سابقة فيغضب و يرضى فيعذب رحمة لغضبه ليزول الغضب فانظر ما أحكم تعذيبه كيف أدرج الرحمة فيه لازالة الغضب حتى يزول حكمه فتشمل الرحمة بنفسها ﴿فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ﴾ [الزمر:19]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية