أسعد الناس بهم تابعهم *** فتراه مثلهم في النصب
لزموا المحراب حتى و رمت *** منهم أقدامهم في قرب
[المحب ذليل و المحبوب ذو دلال]
قال اللّٰه تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:31] و من أحب اللّٰه ذل و من أحبه اللّٰه دل فالمحب ذليل و المحبوب ذو دلال و دلال و «قال ﷺ إن اللّٰه أدبني فأحسن أدبي»
[الشرائع آداب اللّٰه لعباده]
و اعلم أنه لتعريف اللّٰه بمنازل الخلق عنده من ولي و غيره طريقين الطريق الواحدة الكشف فيرى منازل الخلق عند اللّٰه فيعامل كل طائفة بمنزلها من اللّٰه و الطريق الأخرى ملازمة الأدب الإلهي و الأدب الإلهي هو ما شرعه لعباده في رسله و على ألسنتهم فالشرائع آداب اللّٰه التي نصبها لعباده فمن وفى بحق شرعه فقد تأدب بأدب الحق و عرف أولياء الحق فإذا رأيت من جمع الخير بيديه و ملأهما به فتعلم أنه قد أخذ بأدب اللّٰه «فإن رسول اللّٰه ﷺ يقول لربه و هو الصادق العالم بربه و الخير كله بيديك» فالخير إذا أردت أن تعرفه فاعلم أنه جماع مكارم الأخلاق و هي معروفة عرفا و شرعا و كل ما تراه من إقامة الحدود على من لو لم يأمرك الحق بذلك لكنت تعفو عنه فذلك لا يقدح في مكارم الأخلاق مع هذا الشخص فإنك ما فعلت به ما فعلت لنفسك و إنما اللّٰه فعل بعبده ما شاء على يدك و كلاكما عبد لسيد واحد و إنما كلامنا فيما يرجع إليك لا لأمر سيدك فإنه من مكارم الأخلاق في العبيد امتثال أوامر سيدهم في عباده و الوقوف عند حدوده و مراسمه فيهم ﴿لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ أَوْ إِخْوٰانَهُمْ﴾ [المجادلة:22] ﴿أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة:22]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية