«قال في ولد الزنا إنه شر الثلاثة و كذلك ولد الحلال خير الثلاثة» من هذا الوجه خاصة فإن الماء الذي خلق منه الولد من الرجل و المرأة أراد الخروج و هو الماء الذي تكون منه الولد و هو الأمر الثالث فحرك لما أراد الخروج الأبوين للنكاح ليخرج و كان تحريكه لهما على غير وجه مرضي شرعا يسمى سفاحا فقيل فيه إنه شر الثلاثة أي هو سبب الحركة التي بها انطلق عليهم اسم الشر فجعله ثلاثة أثلاث الأبوان ثلثان و الولد ثالث كذلك قسم الليل على ثلاثة أثلاث ثلثان ذاهبان و هما السماء و الأرض و ثلث باق و هو الإنسان و فيه ظهرت صورة الرحمن و فيه نزل القرآن و إنما سميت السماء و الأرض ليلا لأن الظلمة لها من ذاتها و الإضاءة فيها من غيرها من الأجسام المستنيرة التي هي الشمس و أمثالها فإذا زالت الشمس أظلمت السماء و الأرض
[منزل الأنفاس:علوم الشخص المحقق فيه]
فهذا يا أخي قد استفدت علوما لم تكن تعرفها قبل هذا و هي علوم هذا الشخص المحقق بمنزل الأنفاس و كل ما أدركه هذا الشخص فإنما أدركه من الروائح بالقوة الشمية لا غير و قد رأينا منهم جماعة بإشبيلية و بمكة و بالبيت المقدس و فاوضناهم في ذلك مفاوضة حال لا مفاوضة نطق كما أني فاوضت طائفة أخرى من أصحاب النظر البصري بالبصر فكنت أسأل و أجاب و نسأل و نجيب بمجرد النظر ليس بيننا كلام معتاد و لا اصطلاح بالنظر أصلا لكن كنت إذا نظرت إليه علمت جميع ما يريده مني و إذا نظر إلى علم جميع ما نريده منه فيكون نظره إلي سؤالا أو جوابا و نظري إليه كذلك فنحصل علوما جمة بيننا من غير كلام و يكفي هذا القدر من بعض علم هذا الشخص فإن علومه كثيرة أحطنا بها فمن أراد أن يعرف مما ذكرناه شيئا فليعلم الفرق بين في في قوله كان في عماء و بين استوى في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية