برجوعك لأداء هذه الحقوق فإنك بأعيننا لعلمه بأنه محب و المحب يتألم للفراق و الاشتغال بشهود الغير و لما سمعت في هذه المنازلة قوله حتى أتشفي منك ثقل علي لقلة معرفتي بالحق في حال هذه المنازلة فلما علم أنه قد شق مثل هذا علي آنسني بغيري في هذا الحكم فوقفني على «قوله ﷺ عن اللّٰه إنه أشد شوقا إلى لقاء أحبابه منهم إليه» فإنه تعالى أعلم بهم منهم به و على قدر العلم يكون الشوق مع علمي إن مثل هذه الأمور إنما هي ألسنة المقامات و الأحوال و أحكامها و أحكام الأسماء و هذا معنى قوله ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] و لا يحشر إليه إلا من ليس عنده من حيث هذا الاسم الخاص و هو عنده من حيث حكم اسم آخر غير هذا الاسم فمن عرف الحق بمثل هذه المعرفة لم يكير عليه ما يسمعه عن اللّٰه من كل ما هو نعت المخلوق ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية