﴿رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ﴾ [النور:37] و ﴿رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب:23] و ﴿أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً﴾ [الحج:27] يريد على أرجلهم لا يركبون ﴿وَ عَلَى الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ﴾ [الأعراف:46] فأراد بالرجال الأربعة حصر المراتب لأنه ما ثم إلا رسول و نبي و ولي و مؤمن و ما عدا هؤلاء الأربعة فلا اعتبار لهم من حيث أعيانهم لأن الشيء لا يعتبر إلا من حيث منزلته لا من حيث عينه الإنسانية فالإنسانية واحدة العين في كل إنسان و إنما يتفاضل الناس بالمنازل لا بالعين حتى في الصورة من جميل و أجمل و غير جميل و لهذا ما جاء رضي اللّٰه عنه في ذكر الرجال بأكثر من أربعة فما أراد بالأربعة إلا ما ذكرناه و ما أراد بالرجال في هذه الآيات الذكران خاصة و إنما أراد هذا الصنف الإنساني ذكرا كان أو أنثى و لما قلت له في قوله ﴿يَأْتُوكَ رِجٰالاً﴾ [الحج:27] المراد به من أنى ماشيا على رجله قال رضي اللّٰه عنه الرجل لا يكون محمولا و الراكب محمول فعلمت ما أراد فإنه قد علم إن رسول اللّٰه ﷺ ما أسرى به إلا محمولا على البراق فسلمت إليه ما قال و ما أعلمته رضي اللّٰه عنه إن البقاء على الأصل هو المطلوب لله من الخلق و لهذا ذكره تعالى بقوله ﴿وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً﴾ [مريم:9]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية