فنحن له كما هو لنا و كما نحن لنا فنحن لنا و له و هو لنا لا له و ليس في هذا الباب أشكل من إضافة العلم الإلهي إلى المعلومات و لا القدرة إلى المقدورات و لا الإرادة إلى المرادات لحدوث التعلق أعني تعلق كل صفة بمتعلقها من حيث العالم و القادر و المريد فإن المعلومات و المقدورات و المرادات لا نهاية لها فهو يحيط علما بأنها لا تتناهى و لما كان الأمر على ما أشرنا إليه و عثر على ذلك من عثر عليه من المتكلمين قال بالاسترسال و عبر آخر بحدوث التعلق و قال اللّٰه في هذا المقام ﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] و أنكر بعض العلماء من القدماء تعلق العلم الإلهي بالتفصيل لعدم التناهي في ذلك و كونه غير داخل في الوجود فيعلم التفصيل من حيث ما هو تفصيل في أمر ما لا في كذا على التعيين و اضطربت العقول فيه لاضطراب أفكارها و رفع الإشكال في هذه المسألة عندنا أهل الكشف و الوجود و الإلقاء الإلهي أن العلم نسبة بين العالم و المعلومات و ما ثم إلا ذات الحق و هي عين وجوده و ليس لوجوده مفتتح و لا منتهى فيكون له طرف و المعلومات متعلق وجوده فتعلق ما لا يتناهى وجودا بما لا يتناهى معلوما و مقدورا و مرادا فتفطن فإنه أمر دقيق فإن الحق عين وجوده لا يتصف بالدخول في الوجود فيتناهى فإنه كل ما دخل في الوجود فهو متناه و البارئ هو عين الوجود ما هو داخل في الوجود لأن وجوده عين ماهيته و ما سوى الحق فمنه ما دخل في الوجود فتناهى بدخوله في الوجود و منه ما لم يدخل في الوجود فلا يتصف بالتناهي فتحقق ما نبهتك عليه فإنك ما تجده في غير هذا الموضع و على هذا تأخذ المقدورات و المرادات ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الخامس و أربعمائة في معرفة منازلة
«من جعل قلبه بيتي و أخلاه من غيري أحد ما يدري أحد ما أعطيه فلا تشبهوه
بالبيت المعمور فإنه بيت ملائكتي لا بيتي و لهذا لم أسكن فيه خليلي إبراهيم ع»»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية