﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ﴾ [الفاتحة:7] و «قال ﷺ في الثابت عنه الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله اللّٰه و من قطعها قطعه اللّٰه» و «قال ﷺ الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» و «قال ﷺ في حديث الشفاعة إن اللّٰه يقول شفعت الملائكة و شفع النبيون و المؤمنون و بقي أرحم الراحمين» اعلم أن العالم لما أقام اللّٰه نشأته على التربيع و أعني بالعالم هنا الإنس و الجان الذين يعمرون الدارين الجنة و النار جعل في أم الكتاب الذي يقضي على جميع ما يتضمنه العالم أربع رحمات لكل ربع من كل شخص شخص رحمة فضمن الآية الأولى من أم الكتاب و هي البسملة رحمتان و هما قوله ﴿اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] و ضمن الآية الثالثة منها أيضا رحمتين و هما قوله ﴿اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] فهو رحمن بالرحمتين العامة و هي رحمة الامتنان و هو رحيم بالرحمة الخاصة و هي الواجبة في قوله ﴿فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف:156] الآيات و قوله ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام:54] و أما رحمة الامتنان فهي التي تنال من غير استحقاق بعمل و برحمته الامتنان رحم اللّٰه من و فقه للعمل الصالح الذي أوجب له الرحمة الواجبة فبها ينال العاصي و أهل النار إزالة لعذاب عنهم و إن كانت مسكنهم و دارهم جهنم و هذه رحمة الامتنان قوله لنبيه ص ﴿فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران:159] و هذا معنى قوله ﴿صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية